تحالف ترامب وماسك في الانتخابات: تداخل المصالح ولعبة السلطة

في الانتخابات الأمريكية الحالية، دعم ماسك ترامب بشكل غير متوقع وبشدة، حيث استثمر مبالغ ضخمة، كما أنه نشط في الترويج له على المنصات العامة. من الدعم المالي إلى المساندة العلنية، يمكن القول إن جهود ماسك كانت شاملة.

في الربع الثالث، تبرع ماسك بمبلغ 75 مليون دولار للجنة العمل السياسي التي تدعم ترامب، ليصبح بذلك أكبر متبرع بعد أديلسون. كانت هذه الأموال بمثابة عون كبير لحملة ترامب. بالمقابل، جمعت المرشحة الديمقراطية هاريس خلال نفس الفترة 633 مليون دولار، أي أربعة أضعاف ما جمعه ترامب.

بالإضافة إلى الدعم المالي ، استخدم ماسك أيضًا تأثيره على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم ترامب. لقد أجرى مقابلات حصرية على منصة X ، مما جذب مليون مشاهد. علاوة على ذلك ، حضر ماسك شخصيًا تجمعات حملة ترامب وأدلى بخطاب دعم.

مؤخراً، أطلق ماسك حتى مسابقة مثيرة للجدل، حيث يمنح مليون دولار يومياً عشوائياً للناخبين المشاركين في حملة التماس. على الرغم من أن هذه الممارسة قد تُعتبر انتهاكاً لقوانين الانتخابات، إلا أنها لا تزال مستمرة.

بالنظر إلى علاقة الاثنين، كان لدى ماسك وترامب اختلافات بسبب قضايا سياسة المناخ وغيرها. ومع ذلك، مع تعمق الخلافات بين ماسك والديمقراطيين بشأن التنظيم والضرائب، اقترب الاثنان تدريجياً. وعد ترامب بأنه إذا تم انتخابه، فسوف يعين ماسك لقيادة "لجنة كفاءة الحكومة"، وهي وظيفة قد تمنح ماسك تأثيراً كبيراً.

بالنسبة لماسك، فإن دعم ترامب هو تعبير عن عدم الرضا عن السياسات الحالية وأيضاً اعتبارات للمصالح المستقبلية. ومع ذلك، فإن هذه العلاقة الوثيقة تحمل أيضاً مخاطر محتملة، بما في ذلك التعرض لعواقب سياسية.

في الوقت الحالي، على الرغم من أن الاستطلاعات تُظهر أن هاريس يتفوق قليلاً، إلا أن دعم ترامب يرتفع في الولايات المتأرجحة الرئيسية. كما تُظهر أسواق المراهنات أن فرص ترامب أكبر.

بغض النظر عن النتيجة النهائية، فإن التحالف بين ماسك وترامب قد أصبح واحداً من أبرز النقاط المحورية في هذه الانتخابات.