الآن يتحدث الجميع على مستوى الشبكة عن خط القتل الأمريكي، ويتحدثون عن شيء سطحي جدًا، لكنني أريد أن أقول شيئًا مختلفًا للجميع:



بالنسبة لخط القتل في أمريكا، فهو لم يكن أبدًا موجهًا بشكل بسيط لفئة معينة، بل هو نتيجة لنظام الدولة وموقعها المركزي.

ببساطة:

خط القتل في أمريكا دائمًا كان مصممًا حول "إجبارك على الاستهلاك".

هذه ليست مجرد أجواء اجتماعية، بل هي تصميم نظام مخصص لبلد يستهلك بكميات هائلة.

في موقع بلد يركز على الاستهلاك، كل مواطن يلعب دورًا أساسيًا هو "أداة استهلاك"، عدم الاستهلاك، وعدم الإنفاق، في جوهره يعادل "مقاومة الضرائب"، وبالتالي ستتم مراقبتك من قبل هذا النظام.

فهم هذا الجوهر، ثم النظر إلى خط القتل في أمريكا، يجعل كل شيء منطقياً.

لماذا الثقافة الفوضوية للفواتير في أمريكا تتسبب في الكثير من النفقات غير الواضحة؟ لأن الفواتير غير الواضحة تجعل الاستهلاك كأنه صندوق مغامرة، وتدفعك لإنفاق المال بشكل غير واعٍ؛

لماذا بعض المناطق في أمريكا تتبع نظام تقسيم فواتير الكهرباء، وليس حسابًا مستقلًا؟ لأنه يمنعك من تكوين عادة التوفير، ويجبر الجميع على استخدام المزيد من الكهرباء والاستهلاك؛

لماذا الثقافة الاجتماعية للمظهر في أمريكا تصل إلى أقصى حد؟ لأن المظهر يعني بالضرورة الاستهلاك، ولا يوجد مخرج؛

لماذا المؤسسات المالية الأمريكية متطورة جدًا في نظام التقسيط؟ لأنها تعتمد على الاقتراض لتحفيز الاستهلاك المبكر، وتستنزف قدرتك على الاستهلاك في المستقبل قبل الأوان.

لماذا يُعاقب النوم في السيارة في أمريكا بتهمة التجوال؟ لأنه يمنعك من البقاء بتكلفة منخفضة، ويجبرك على استئجار منزل ودفع ثمن السكن؛

لماذا لا يُسمح حتى بزراعة الخضروات أو تجفيف الملابس في حديقة المنزل في أمريكا؟ لأنه إذا زرعت خضرواتك بنفسك، فلن تحتاج لشراءها، مما يقطع سلسلة الاستهلاك، ويجب أن يتم تقييدك.

لماذا يعاني الأمريكيون بشكل عام من ضعف في الرياضيات؟ ببساطة، هو توجيه متعمد من خلال "التعليم الممتع"، يجعلهم غير قادرين على حساب الفواتير أو فهم معدلات الفائدة، ويصرفون أموالهم بشكل غير واعٍ.

وأيضًا، هناك تلك الرسوم الدراسية الباهظة التي تفرض ضغطًا كبيرًا على الناس. حتى لو تمكنت من فهم الرياضيات، فهل ستتمكن من حساب هذه الفواتير؟!

القروض الطلابية العالية تربطك تمامًا بهذا النظام، حتى لو أدركت الخدعة، لا تملك القوة للمقاومة.

وفي النهاية، فإن نموذج خط القتل في أمريكا هو الشكل النهائي لبلد يستهلك وفقًا للرأسمالية:

إلا إذا استطعت خلال فترة قصيرة أن تنتقل عبر الطبقات، وتصبح من الأثرياء في أعلى السلم، فمهما بذلت من جهد لرفع مستواك، فإن كل القيمة المضافة التي تخلقها ستُسحب منك تدريجيًا بواسطة هذا النظام الاستهلاكي.

وهذا ليس صدفة، بل هو حتمية نتيجة لتصميم النظام الوطني الأمريكي — كل شيء يهدف إلى خدمة "الاستهلاك" كمحور رئيسي.

وبالمقابل، عند النظر إلى أمريكا، هناك هوية مركزية أخرى: الدولة المالية.

وهذا يعني أن جميع الصناعات والخدمات في البلاد يجب أن تخدم السوق المالية في النهاية.

لذا ستجد أن الثروات، سواء كانت من الطبقة الوسطى التي لديها بعض التراكم، أو الأثرياء، مرتبطة بشكل كبير بالسوق المالية.

إيلون ماسك، الذي أصبح أغنى رجل في العالم، لم يحقق ذلك من خلال العمل الصناعي فقط، بل من خلال فقاعات التقييم في السوق المالية ولعبة الثروة؛ وصناديق التقاعد الأمريكية مرتبطة بشكل وثيق بأسواق الأسهم الأمريكية، وحتى المواليد الجدد يُطلب منهم فتح حسابات أسهم؛ نظام سوق الأسهم الأمريكي يشجع على إعادة الشراء ويمنع التوزيعات، وكل ذلك بهدف رفع القيمة السوقية وتقوية النظام المالي.

لذا، عند النظر إلى كل الظواهر في أمريكا، لا يمكن الاكتفاء بالمظاهر:

نسبة الاستهلاك من الناتج المحلي الإجمالي تزداد، وقيمة سوق الأسهم الأمريكية تزداد، وكل ذلك مدفوع بموقعين مركزيين "دولة استهلاكية + دولة مالية"، وكل القواعد والنظم وحتى الثقافة الاجتماعية، كلها تخدم هذين الموقعين.

أما خط القتل الذي يتحدث عنه الجميع، فهو مجرد منتج ثانوي لهذا النظام.

وفي الواقع، ليس أمريكا فقط، بل عند النظر إلى أنفسنا من خلال زاوية "تحديد الموقع الوطني لعملية التشغيل"، يمكن أن تتضح العديد من الأمور.

موقعنا المركزي هو دولة صناعية + دولة تصديرية، وعلى مدى فترة طويلة، لم تكن هناك تشجيعات مفرطة للاستهلاك الداخلي، بل كانت تُستخدم العقارات لاستيعاب القيمة الفائضة للمجتمع، وتراكم رأس المال لتنمية الصناعة، وكل الفوضى في سوق العقارات في جوهرها كانت لتجميع رأس مال أولي لتنمية الدولة الصناعية.

وبالمثل، فإن قصر مدة الإجازات، والعمل بنظام 996، ودعم سياسات استرداد الضرائب على التصدير، كلها تهدف إلى جعل منتجاتنا التصديرية أكثر تنافسية، ولتعزيز ميزة التصنيع في بلد التصدير.

وهذه الظواهر التي تبدو غير مرتبطة، في الأصل، تعكس اختلافات في تصميم النظام الوطني وموقعنا المركزي.

وفي النهاية، أكرر:

كل الفوضى الاجتماعية، ومعاناة الناس، والقواعد التشغيلية الغامضة، تعود في أصلها إلى شيء واحد فقط:

هو تحديد الموقع الذاتي تحت نظام الضرائب العلوي للدولة.
شاهد النسخة الأصلية
post-image
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخن

    عرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.53Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.58Kعدد الحائزين:1
    0.19%
  • القيمة السوقية:$3.54Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.54Kعدد الحائزين:1
    0.00%
  • القيمة السوقية:$3.56Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • تثبيت