هذا المساء في الساعة 22:00، ستعلن الولايات المتحدة عن بيانات تعديل المعيار للوظائف غير الزراعية لعام 2025، ومن المتوقع أن يظهر السوق تخفيضًا يصل إلى 800,000 في عدد الوظائف. إذا تحقق هذا التوقع، فسوف يعني أن ما يسمى بـ "التوظيف القوي" خلال العام الماضي قد يكون مجرد وهم، وقد يتم كشف هشاشة الاقتصاد الأمريكي بالكامل.

أظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس التي تم الإعلان عنها مؤخرًا ضعف سوق العمل. حيث بلغ عدد الوظائف الجديدة 22,000 وظيفة، وهو أقل بكثير من التوقعات البالغة 75,000 وظيفة؛ وارتفعت نسبة البطالة إلى 4.3%، مسجلة أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات. أدى ضعف الزخم الوظيفي، بالإضافة إلى الأداء الضعيف في قطاع التصنيع وتقلص ساعات العمل، إلى انخفاض كبير في ثقة السوق في "الهبوط الناعم" للاقتصاد الأمريكي.

إن تغيرات هذا الوضع الاقتصادي تؤثر على توقعات السوق بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي. الآن، يُنظر إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر على أنه خطوة حتمية، بل هناك احتمال يزيد عن 10% أن يتم خفض الفائدة مباشرة بمقدار 50 نقطة أساس. وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة قد تدخل قريباً في جولة جديدة من التيسير النقدي.

بالنسبة لسوق العملات المشفرة، فإن المتغير الحقيقي لا يكمن فقط في تغيرات أسعار الفائدة، بل في 7.4 تريليون دولار من الأموال الموجودة حاليًا في صناديق سوق المال. هذه الأموال تستفيد حاليًا من العوائد المستقرة الناتجة عن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة. ومع ذلك، بمجرد أن تصبح خفض أسعار الفائدة واقعًا، ستنخفض عوائد هذه الأموال بشكل كبير، ومن المحتمل أن تسعى للبحث عن فرص استثمارية ذات مخاطر أعلى ولكن عوائد محتملة أكبر.

يمكن أن تصبح الأسهم والسلع الأساسية والأصول المشفرة وجهات محتملة لهذه الأموال. ومن الجدير بالذكر أنه حتى إذا تدفق 1% فقط من الأموال إلى سوق العملات المشفرة، فقد يؤدي ذلك إلى رفع سعر البيتكوين إلى حوالي 160,000 دولار.

ومع ذلك، هناك انقسام في السوق بشأن ذلك. يعتقد بعض المحللين أنه في ظل بيئة خفض أسعار الفائدة، قد تستفيد مشاريع التمويل اللامركزي (DeFi) والمشاريع المتعلقة بالسيولة أولاً. لكن كيفية تطورها بالتحديد لا تزال بحاجة إلى مراقبة الاتجاهات السوقية بشكل أكبر.