في نظر أولئك المحافظين في وول ستريت، غالبًا ما يتم مناقشة "حالات استخدام" العملات المشفرة بنبرة ساخرة. لقد شهد المخضرمون كل ذلك من قبل. الأصول الرقمية تأتي وتذهب، وغالبًا ما تكون رائعة، مما يثير حماس المستثمرين المهتمين بالميمكوين وNFT. بخلاف استخدامها كأدوات للمضاربة والجرائم المالية، غالبًا ما يتم اكتشاف عيوب ونقص في استخداماتها الأخرى.
ومع ذلك، فإن الموجة الأخيرة تختلف بعض الشيء. في 18 يوليو، وقع الرئيس دونالد ترامب قانون الاستقرار (GENIUS Act)، الذي يوفر اليقين التنظيمي الذي طالما تمنى المحترفون في صناعة العملة المستقرة (الرموز المشفرة المدعومة بأصول تقليدية (عادة بالدولار)). الصناعة في فترة ازدهار؛ حيث يتسابق رجال ونساء وول ستريت للمشاركة فيها. "الرمزية" أيضًا في صعود: حيث ارتفعت أحجام تداول الأصول على السلسلة بسرعة، بما في ذلك الأسهم وصناديق سوق المال، وحتى الأسهم الخاصة والديون.
تمامًا كما هو الحال في أي ثورة، يشعر الثوار بالفرح والسرور، بينما يشعر المحافظون بالقلق والاضطراب. قال الرئيس التنفيذي لشركة Robinhood للوساطة في الأصول الرقمية، فلاد تينيف (Vlad Tenev)، إن هذه التقنية الجديدة يمكن أن "تؤسس لعملة مشفرة لتصبح ركيزة النظام المالي العالمي". بينما كانت وجهة نظر رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد (Christine Lagarde)، مختلفة قليلاً. حيث كانت قلقة من أن ظهور العملات المستقرة ليس إلا "خصخصة للمال".
أدرك الطرفان حجم التغيير الذي يحدث أمامهم. في الوقت الحالي، قد يواجه السوق السائد تغييرات أكثر تدميراً من المضاربات المبكرة على العملات المشفرة. تعد البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى بأن تصبح ذهباً رقمياً، بينما تعتبر الرموز مجرد تغليف أو، بعبارة أخرى، وسيلة تمثل أصولاً أخرى. قد يبدو هذا غير مثير للإعجاب، لكن بعض الابتكارات الأكثر تأثيراً في مجال المالية الحديثة قد غيرت بالفعل طريقة تغليف الأصول وتقسيمها وإعادة هيكلتها - صناديق الاستثمار المتداولة ( ETF )، والدولار الأوروبي، والديون المهيكلة هي أمثلة نموذجية على ذلك.
حالياً، تبلغ قيمة العملات المستقرة المتداولة 263 مليار دولار، بزيادة تقارب 60% مقارنة بالعام الماضي. وتتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن تصل القيمة السوقية إلى 2 تريليون دولار بعد ثلاث سنوات. في الشهر الماضي، أعلنت أكبر بنك أمريكي، JPMorgan، عن خطط لإطلاق منتج من نوع العملة المستقرة يسمى رمز إيداع JPMorgan (JPMD)، على الرغم من أن الرئيس التنفيذي للشركة، جيمي ديمون، لطالما كان متشككاً بشأن العملات المشفرة. تبلغ القيمة السوقية للأصول المرمزة 25 مليار دولار فقط، لكنها نمت بأكثر من الضعف في العام الماضي. في 30 يونيو، أطلقت Robinhood أكثر من 200 رمز جديد للمستثمرين الأوروبيين، مما يمكّنهم من تداول الأسهم الأمريكية وصناديق الاستثمار المتداولة خارج ساعات التداول العادية.
تساعد العملات المستقرة في تقليل تكاليف المعاملات وجعلها سريعة ومريحة، حيث يتم تسجيل الملكية على دفتر الحسابات الرقمي على الفور، مما يلغي الحاجة إلى الوسطاء الذين يديرون قنوات الدفع التقليدية. هذا الأمر ذو قيمة خاصة للمعاملات عبر الحدود التي تعاني حالياً من تكاليف مرتفعة وسرعة بطيئة. على الرغم من أن حصة العملات المستقرة في المعاملات المالية العالمية لا تتجاوز 1% حالياً، فإن قانون "GENIUS" سيوفر لها الدعم. يؤكد هذا القانون أن العملات المستقرة ليست أوراق مالية، وي要求 أن تكون مدعومة بالكامل من أصول آمنة وسائلة. وبحسب التقارير، فإن عمالقة البيع بالتجزئة مثل أمازون وول مارت يفكرون في إطلاق عملاتهم المستقرة الخاصة. بالنسبة للمستهلكين، قد تشبه هذه العملات المستقرة بطاقات الهدايا، حيث توفر رصيدًا للاستخدام لدى تجار التجزئة، وقد تكون أسعارها أقل. سيؤدي ذلك إلى القضاء على شركات مثل ماستركارد وفيزا، التي تحقق هوامش ربح تبلغ حوالي 2% على المبيعات التي تسهلها في الولايات المتحدة.
الأصول الرمزية هي نسخ رقمية لأصول أخرى، سواء كانت صناديق أو أسهم شركات أو حزمة من السلع. مثل العملات المستقرة، يمكن أن تجعل المعاملات المالية أسرع وأسهل، خاصة في حالة المعاملات المتعلقة بالأصول ذات السيولة المنخفضة. بعض المنتجات مجرد ضجة. لماذا يجب تحويل الأسهم إلى رموز؟ قد يتيح ذلك التداول على مدار 24 ساعة، لأن البورصات التي يتم إدراج الأسهم فيها لا تحتاج إلى ساعات عمل، لكن فوائد القيام بذلك مشكوك فيها. علاوة على ذلك، بالنسبة للعديد من المستثمرين الأفراد، فإن تكلفة المعاملات الهامشية منخفضة بالفعل، أو حتى صفر.
جهود توكنيزي
ومع ذلك، فإن العديد من المنتجات ليست معقدة بهذا الشكل. على سبيل المثال، تستثمر صناديق السوق النقدي في سندات الخزينة. يمكن أن تعمل النسخ المميزة كوسيلة دفع أيضًا. تدعم هذه الرموز أصول آمنة مثل العملات المستقرة، ويمكن تبادلها بسلاسة على البلوكشين. كما أنها تمثل استثمارًا أفضل من معدلات الفائدة البنكية. متوسط معدل الفائدة في حسابات التوفير الأمريكية أقل من 0.6%؛ بينما تصل عوائد العديد من صناديق السوق النقدي إلى 4%. صندوق السوق النقدي المميز الأكبر حجمًا التابع لشركة بلاك روك تبلغ قيمته حاليًا أكثر من 2 مليار دولار. "أتوقع أنه في يوم من الأيام، ستصبح الصناديق المميزة مألوفة للمستثمرين مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)"، كتب الرئيس التنفيذي للشركة لاري فينك في رسالة مؤخرًا إلى المستثمرين.
هذا سيوفر تأثيرا مدمرا على المؤسسات المالية الحالية. ربما تحاول البنوك دخول مجال التغليف الرقمي الجديد، لكن أحد الأسباب وراء قيامها بذلك هو إدراكها أن الرموز تشكل تهديدا. الجمع بين العملات المستقرة وصناديق السوق النقدية المرمزة، قد يقلل في النهاية من جاذبية الودائع البنكية. أشار اتحاد المصرفيين الأمريكيين إلى أنه إذا خسرت البنوك حوالي 10% من 19 تريليون دولار من ودائعها التجزئة (أرخص وسيلة للتمويل)، فإن متوسط تكلفة تمويلها سترتفع من 2.03% إلى 2.27%. على الرغم من أن إجمالي الودائع، بما في ذلك الحسابات التجارية، لن ينقص، إلا أن هوامش الربح لدى البنوك ستتعرض للضغط.
هذه الأصول الجديدة قد تسبب أيضًا تأثيرات مدمرة على النظام المالي الأوسع. على سبيل المثال، فإن حاملي رموز الأسهم الجديدة من Robinhood لا يمتلكون فعليًا الأسهم الأساسية. من الناحية الفنية، يمتلكون نوعًا من المشتقات التي تتبع قيمة الأصول (بما في ذلك أي توزيعات أرباح تدفعها الشركة) بدلاً من الأسهم نفسها. لذلك، لا يمكنهم الحصول على حقوق التصويت التي تمنح عادةً لمالكي الأسهم. إذا أعلن مصدر الرموز إفلاسه، فسيواجه حاملوها مشاكل، حيث سيحتاجون إلى التنافس مع الدائنين الآخرين للشركة المفلسة على ملكية الأصول الأساسية. واجهت شركة Linqto الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، التي تقدمت بطلب إفلاس في وقت سابق من هذا الشهر، وضعًا مشابهًا. كانت الشركة قد أصدرت أسهم شركات خاصة من خلال كيانات ذات أغراض خاصة. ولا يعرف المشترون الآن ما إذا كانوا يمتلكون الأصول التي يعتقدون أنهم يمتلكونها.
تعد هذه واحدة من أكبر الفرص للتوكن، لكنها في الوقت نفسه تمثل أكبر صعوبة للجهات التنظيمية. إن ربط الأصول الخاصة غير السائلة بالتوكنات القابلة للتداول يفتح سوقًا مغلقًا لملايين المستثمرين الأفراد الذين لديهم تريليونات الدولارات للاستثمار. يمكنهم شراء حصص من شركات خاصة مثيرة للاهتمام كانت بعيدة المنال في السابق. هذا يثير تساؤلات. إن تأثير لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ( SEC ) على الشركات المدرجة أكبر بكثير من تأثيرها على الشركات الخاصة، وهذا هو السبب في أن الأولى مناسبة للاستثمار من قبل الأفراد. ستتحول التوكنات التي تمثل الأسهم الخاصة إلى أصول يمكن تداولها بسهولة مثل ETFs. ومع ذلك، فإن مصدري ETFs يلتزمون بتوفير السيولة اليومية من خلال تداول الأصول الأساسية، بينما لا يلتزم مقدمو التوكنات بذلك. على نطاق كبير بما فيه الكفاية، ستعمل التوكنات فعليًا على تحويل الشركات الخاصة إلى شركات مدرجة دون الحاجة إلى أي متطلبات إفصاح تقليدية.
حتى الهيئات التنظيمية التي تدعم العملات المشفرة ترغب في وضع حدود. تم الإشارة إلى مفوضة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) هيستر بيرس (Hester Peirce) باسم "أم العملات المشفرة" بسبب موقفها الودي تجاه العملات الرقمية. في بيان صدر في 9 يوليو، أكدت أن الرموز لا ينبغي استخدامها للتملص من قوانين الأوراق المالية. "تظل الأوراق المالية الرمزية أوراقًا مالية،" كتبت. لذلك، يجب على الشركات التي تصدر الأوراق المالية الالتزام بقواعد الإفصاح عن المعلومات، سواء كانت الأوراق المالية مغلفة بشكل جديد من العملات المشفرة أم لا. على الرغم من أن هذا يبدو منطقيًا من الناحية النظرية، إلا أن العدد الكبير من الأصول الجديدة ذات الهياكل الجديدة يعني أن الهيئات التنظيمية ستظل في حالة من التراجع بلا نهاية في الممارسة العملية.
لذلك، هناك تناقض. إذا كانت العملات المستقرة مفيدة حقًا، فسوف تكون لديها القدرة على أن تكون ثورية حقًا. كلما زادت جاذبية الأصول المرمزة للوسطاء والعملاء والمستثمرين والتجار والشركات المالية الأخرى، زادت قدرتها على تغيير المالية، وهذا التغيير يثير الفرح والقلق في آن واحد. بغض النظر عن التوازن بين الاثنين، هناك شيء واحد واضح: لقد أصبحت وجهة النظر القائلة بأن العملات المشفرة لم تنتج أي ابتكارات تستحق الاهتمام من الماضي.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
الأصول الرقمية大爆炸将彻底改变金融
المصدر: الإيكونوميست
ترجمة: ليام
في نظر أولئك المحافظين في وول ستريت، غالبًا ما يتم مناقشة "حالات استخدام" العملات المشفرة بنبرة ساخرة. لقد شهد المخضرمون كل ذلك من قبل. الأصول الرقمية تأتي وتذهب، وغالبًا ما تكون رائعة، مما يثير حماس المستثمرين المهتمين بالميمكوين وNFT. بخلاف استخدامها كأدوات للمضاربة والجرائم المالية، غالبًا ما يتم اكتشاف عيوب ونقص في استخداماتها الأخرى.
ومع ذلك، فإن الموجة الأخيرة تختلف بعض الشيء. في 18 يوليو، وقع الرئيس دونالد ترامب قانون الاستقرار (GENIUS Act)، الذي يوفر اليقين التنظيمي الذي طالما تمنى المحترفون في صناعة العملة المستقرة (الرموز المشفرة المدعومة بأصول تقليدية (عادة بالدولار)). الصناعة في فترة ازدهار؛ حيث يتسابق رجال ونساء وول ستريت للمشاركة فيها. "الرمزية" أيضًا في صعود: حيث ارتفعت أحجام تداول الأصول على السلسلة بسرعة، بما في ذلك الأسهم وصناديق سوق المال، وحتى الأسهم الخاصة والديون.
تمامًا كما هو الحال في أي ثورة، يشعر الثوار بالفرح والسرور، بينما يشعر المحافظون بالقلق والاضطراب. قال الرئيس التنفيذي لشركة Robinhood للوساطة في الأصول الرقمية، فلاد تينيف (Vlad Tenev)، إن هذه التقنية الجديدة يمكن أن "تؤسس لعملة مشفرة لتصبح ركيزة النظام المالي العالمي". بينما كانت وجهة نظر رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد (Christine Lagarde)، مختلفة قليلاً. حيث كانت قلقة من أن ظهور العملات المستقرة ليس إلا "خصخصة للمال".
أدرك الطرفان حجم التغيير الذي يحدث أمامهم. في الوقت الحالي، قد يواجه السوق السائد تغييرات أكثر تدميراً من المضاربات المبكرة على العملات المشفرة. تعد البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى بأن تصبح ذهباً رقمياً، بينما تعتبر الرموز مجرد تغليف أو، بعبارة أخرى، وسيلة تمثل أصولاً أخرى. قد يبدو هذا غير مثير للإعجاب، لكن بعض الابتكارات الأكثر تأثيراً في مجال المالية الحديثة قد غيرت بالفعل طريقة تغليف الأصول وتقسيمها وإعادة هيكلتها - صناديق الاستثمار المتداولة ( ETF )، والدولار الأوروبي، والديون المهيكلة هي أمثلة نموذجية على ذلك.
حالياً، تبلغ قيمة العملات المستقرة المتداولة 263 مليار دولار، بزيادة تقارب 60% مقارنة بالعام الماضي. وتتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن تصل القيمة السوقية إلى 2 تريليون دولار بعد ثلاث سنوات. في الشهر الماضي، أعلنت أكبر بنك أمريكي، JPMorgan، عن خطط لإطلاق منتج من نوع العملة المستقرة يسمى رمز إيداع JPMorgan (JPMD)، على الرغم من أن الرئيس التنفيذي للشركة، جيمي ديمون، لطالما كان متشككاً بشأن العملات المشفرة. تبلغ القيمة السوقية للأصول المرمزة 25 مليار دولار فقط، لكنها نمت بأكثر من الضعف في العام الماضي. في 30 يونيو، أطلقت Robinhood أكثر من 200 رمز جديد للمستثمرين الأوروبيين، مما يمكّنهم من تداول الأسهم الأمريكية وصناديق الاستثمار المتداولة خارج ساعات التداول العادية.
تساعد العملات المستقرة في تقليل تكاليف المعاملات وجعلها سريعة ومريحة، حيث يتم تسجيل الملكية على دفتر الحسابات الرقمي على الفور، مما يلغي الحاجة إلى الوسطاء الذين يديرون قنوات الدفع التقليدية. هذا الأمر ذو قيمة خاصة للمعاملات عبر الحدود التي تعاني حالياً من تكاليف مرتفعة وسرعة بطيئة. على الرغم من أن حصة العملات المستقرة في المعاملات المالية العالمية لا تتجاوز 1% حالياً، فإن قانون "GENIUS" سيوفر لها الدعم. يؤكد هذا القانون أن العملات المستقرة ليست أوراق مالية، وي要求 أن تكون مدعومة بالكامل من أصول آمنة وسائلة. وبحسب التقارير، فإن عمالقة البيع بالتجزئة مثل أمازون وول مارت يفكرون في إطلاق عملاتهم المستقرة الخاصة. بالنسبة للمستهلكين، قد تشبه هذه العملات المستقرة بطاقات الهدايا، حيث توفر رصيدًا للاستخدام لدى تجار التجزئة، وقد تكون أسعارها أقل. سيؤدي ذلك إلى القضاء على شركات مثل ماستركارد وفيزا، التي تحقق هوامش ربح تبلغ حوالي 2% على المبيعات التي تسهلها في الولايات المتحدة.
الأصول الرمزية هي نسخ رقمية لأصول أخرى، سواء كانت صناديق أو أسهم شركات أو حزمة من السلع. مثل العملات المستقرة، يمكن أن تجعل المعاملات المالية أسرع وأسهل، خاصة في حالة المعاملات المتعلقة بالأصول ذات السيولة المنخفضة. بعض المنتجات مجرد ضجة. لماذا يجب تحويل الأسهم إلى رموز؟ قد يتيح ذلك التداول على مدار 24 ساعة، لأن البورصات التي يتم إدراج الأسهم فيها لا تحتاج إلى ساعات عمل، لكن فوائد القيام بذلك مشكوك فيها. علاوة على ذلك، بالنسبة للعديد من المستثمرين الأفراد، فإن تكلفة المعاملات الهامشية منخفضة بالفعل، أو حتى صفر.
جهود توكنيزي
ومع ذلك، فإن العديد من المنتجات ليست معقدة بهذا الشكل. على سبيل المثال، تستثمر صناديق السوق النقدي في سندات الخزينة. يمكن أن تعمل النسخ المميزة كوسيلة دفع أيضًا. تدعم هذه الرموز أصول آمنة مثل العملات المستقرة، ويمكن تبادلها بسلاسة على البلوكشين. كما أنها تمثل استثمارًا أفضل من معدلات الفائدة البنكية. متوسط معدل الفائدة في حسابات التوفير الأمريكية أقل من 0.6%؛ بينما تصل عوائد العديد من صناديق السوق النقدي إلى 4%. صندوق السوق النقدي المميز الأكبر حجمًا التابع لشركة بلاك روك تبلغ قيمته حاليًا أكثر من 2 مليار دولار. "أتوقع أنه في يوم من الأيام، ستصبح الصناديق المميزة مألوفة للمستثمرين مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)"، كتب الرئيس التنفيذي للشركة لاري فينك في رسالة مؤخرًا إلى المستثمرين.
هذا سيوفر تأثيرا مدمرا على المؤسسات المالية الحالية. ربما تحاول البنوك دخول مجال التغليف الرقمي الجديد، لكن أحد الأسباب وراء قيامها بذلك هو إدراكها أن الرموز تشكل تهديدا. الجمع بين العملات المستقرة وصناديق السوق النقدية المرمزة، قد يقلل في النهاية من جاذبية الودائع البنكية. أشار اتحاد المصرفيين الأمريكيين إلى أنه إذا خسرت البنوك حوالي 10% من 19 تريليون دولار من ودائعها التجزئة (أرخص وسيلة للتمويل)، فإن متوسط تكلفة تمويلها سترتفع من 2.03% إلى 2.27%. على الرغم من أن إجمالي الودائع، بما في ذلك الحسابات التجارية، لن ينقص، إلا أن هوامش الربح لدى البنوك ستتعرض للضغط.
هذه الأصول الجديدة قد تسبب أيضًا تأثيرات مدمرة على النظام المالي الأوسع. على سبيل المثال، فإن حاملي رموز الأسهم الجديدة من Robinhood لا يمتلكون فعليًا الأسهم الأساسية. من الناحية الفنية، يمتلكون نوعًا من المشتقات التي تتبع قيمة الأصول (بما في ذلك أي توزيعات أرباح تدفعها الشركة) بدلاً من الأسهم نفسها. لذلك، لا يمكنهم الحصول على حقوق التصويت التي تمنح عادةً لمالكي الأسهم. إذا أعلن مصدر الرموز إفلاسه، فسيواجه حاملوها مشاكل، حيث سيحتاجون إلى التنافس مع الدائنين الآخرين للشركة المفلسة على ملكية الأصول الأساسية. واجهت شركة Linqto الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، التي تقدمت بطلب إفلاس في وقت سابق من هذا الشهر، وضعًا مشابهًا. كانت الشركة قد أصدرت أسهم شركات خاصة من خلال كيانات ذات أغراض خاصة. ولا يعرف المشترون الآن ما إذا كانوا يمتلكون الأصول التي يعتقدون أنهم يمتلكونها.
تعد هذه واحدة من أكبر الفرص للتوكن، لكنها في الوقت نفسه تمثل أكبر صعوبة للجهات التنظيمية. إن ربط الأصول الخاصة غير السائلة بالتوكنات القابلة للتداول يفتح سوقًا مغلقًا لملايين المستثمرين الأفراد الذين لديهم تريليونات الدولارات للاستثمار. يمكنهم شراء حصص من شركات خاصة مثيرة للاهتمام كانت بعيدة المنال في السابق. هذا يثير تساؤلات. إن تأثير لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ( SEC ) على الشركات المدرجة أكبر بكثير من تأثيرها على الشركات الخاصة، وهذا هو السبب في أن الأولى مناسبة للاستثمار من قبل الأفراد. ستتحول التوكنات التي تمثل الأسهم الخاصة إلى أصول يمكن تداولها بسهولة مثل ETFs. ومع ذلك، فإن مصدري ETFs يلتزمون بتوفير السيولة اليومية من خلال تداول الأصول الأساسية، بينما لا يلتزم مقدمو التوكنات بذلك. على نطاق كبير بما فيه الكفاية، ستعمل التوكنات فعليًا على تحويل الشركات الخاصة إلى شركات مدرجة دون الحاجة إلى أي متطلبات إفصاح تقليدية.
حتى الهيئات التنظيمية التي تدعم العملات المشفرة ترغب في وضع حدود. تم الإشارة إلى مفوضة لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) هيستر بيرس (Hester Peirce) باسم "أم العملات المشفرة" بسبب موقفها الودي تجاه العملات الرقمية. في بيان صدر في 9 يوليو، أكدت أن الرموز لا ينبغي استخدامها للتملص من قوانين الأوراق المالية. "تظل الأوراق المالية الرمزية أوراقًا مالية،" كتبت. لذلك، يجب على الشركات التي تصدر الأوراق المالية الالتزام بقواعد الإفصاح عن المعلومات، سواء كانت الأوراق المالية مغلفة بشكل جديد من العملات المشفرة أم لا. على الرغم من أن هذا يبدو منطقيًا من الناحية النظرية، إلا أن العدد الكبير من الأصول الجديدة ذات الهياكل الجديدة يعني أن الهيئات التنظيمية ستظل في حالة من التراجع بلا نهاية في الممارسة العملية.
لذلك، هناك تناقض. إذا كانت العملات المستقرة مفيدة حقًا، فسوف تكون لديها القدرة على أن تكون ثورية حقًا. كلما زادت جاذبية الأصول المرمزة للوسطاء والعملاء والمستثمرين والتجار والشركات المالية الأخرى، زادت قدرتها على تغيير المالية، وهذا التغيير يثير الفرح والقلق في آن واحد. بغض النظر عن التوازن بين الاثنين، هناك شيء واحد واضح: لقد أصبحت وجهة النظر القائلة بأن العملات المشفرة لم تنتج أي ابتكارات تستحق الاهتمام من الماضي.