المؤلف: ديفيد فليبا، كوينتيليغراف؛ الترجمة: باي شواي، المالية الذهبية
على الرغم من أن إدارة ترامب وضعت الأساس الأولي لتنظيم صناعة التشفير الأمريكية (من المتوقع أن يضع "القيصر الجديد" في البيت الأبيض اتجاهًا خلال الأشهر القليلة المقبلة)، إلا أن هذه الأصول الرقمية قد ازدهرت بالفعل في الأسواق الناشئة.
تربط العملات المستقرة بالعملات القانونية، وأصبحت أداة مالية مهمة للعديد من الدول النامية، مما يعزز التحويلات التجارية والتجارة عبر الحدود، ويسد الفجوة في الشمول المالي، ويوفر تحوطًا ضد التضخم في البلدان التي غالبًا ما تكون فيها الخدمات المصرفية التقليدية غير كافية، حيث يكاد يكون من المستحيل على الملايين الحصول على خدمات مالية.
شهدت العملات المستقرة (المرتبطة بشكل رئيسي بالدولار الأمريكي) نموًا انفجاريًا في السنوات الأخيرة، حيث توسعت حالات استخدامها الفعلية بسرعة إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا النامية. على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تبحث في كيفية تطبيق هذه التقنية خارج مجال التشفير، إلا أن الأسواق الناشئة قد أثبتت أهمية العملات المستقرة.
في هذه المناطق، ليست مجرد تجربة مالية، بل هي حل.
العملات المستقرة كأداة تحوط ضد التضخم في أمريكا الجنوبية
في الاقتصادات التي تعاني من التضخم مثل الأرجنتين وفنزويلا، توفر العملات المستقرة ملاذًا مرتبطًا بالدولار لتجنب تراجع قيمة العملة المحلية، خاصةً في ظل السيطرة الصارمة على قنوات تحويل العملات الأجنبية. في جميع أنحاء إفريقيا وأمريكا الوسطى، تعد وسيلة فعالة من حيث التكلفة للتحويلات المالية والدفع عبر الحدود، بينما في مناطق مثل إندونيسيا، يمكن أن توفر بديلاً أكثر سهولة في الوصول من الخدمات المصرفية التقليدية بالدولار، التي قد تتطلب شروطًا معقدة.
قال أستاذ سياسة التجارة في جامعة كورنيل، إسوار براساد، على الرغم من أن العملات المستقرة تستخدم بشكل أساسي في التمويل اللامركزي في الاقتصادات الأكثر ثراء وتطورًا، وتعمل كجسر بين الخدمات المصرفية التقليدية والتمويل اللامركزي، إلا أن دورها يكون أكثر جوهرية ولكنه لا غنى عنه في الأسواق الناشئة التي تعاني من بنية تحتية مالية محدودة.
"في الاقتصاديات ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث لا يتطور النظام المالي، يمكن أن تلعب دورًا مفيدًا من خلال توفير أنظمة دفع رقمية منخفضة التكلفة وسهلة الانتشار للمواطنين والشركات."
يُعتبر الدولار الأمريكي على نطاق واسع وسيلة لحفظ القيمة العالمية، بينما يُعتبر الحصول على الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الأسواق الناشئة إلى اعتماد العملات المستقرة. مقارنةً بتقلبات العملات المشفرة المبكرة مثل البيتكوين، تهدف العملات المستقرة إلى تقديم الاستقرار، حيث ترتبط معظم العملات المستقرة بالدولار الأمريكي، ويمثل USDT Tether ما يقرب من 60% من الحصة في السوق العالمية، يليه أصول مدعومة بالدولار الأمريكي أخرى مثل USDC.
عملة مستقرة مقدمة من الجهة المصدرة. مصدر المعلومات: Castle Island Ventures.
"توجد بعض المشكلات في العالم تحتاج إلى حل من خلال عملة مشفرة لا تتقلب أسعارها باستمرار"، قال جوليان كولومبو، المسؤول الكبير في بورصة العملات المشفرة المكسيكية Bitso، في مقابلة، حيث لدى Bitso مكاتب رسمية في الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا.
"تقدم العملات المستقرة وسيلة لجلب جميع فوائد العملات المشفرة إلى حالات الاستخدام في العالم الحقيقي - وليس فقط للاستفادة من إمكانيات الثراء من البيتكوين."
العملات المستقرة هي المهمة الرئيسية لترامب إمبراطور التشفير
مع تقديم أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين تشريعًا في 4 فبراير لإنشاء إطار تنظيمي، تتزايد الزخم في الولايات المتحدة حول العملات المستقرة. أكد ديفيد ساكس (David Sacks)، "إمبراطور" الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض، في حديثه الأول أمام الصناعة أن تنظيم العملات المستقرة هو الأولوية الحكومية، وأن المجموعة التي يقودها المستثمر المغامر السابق ستضع السياسات الرئيسية خلال الستة أشهر القادمة.
بغض النظر عن أي شيء، فإن نمو العملات المستقرة كان مذهلاً. وفقًا لبيانات DelfiLlama، فقد بلغت قيمتها السوقية مذهلة 100 مليار دولار فقط في العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع القيمة السوقية الإجمالية إلى 225 مليار دولار بحلول فبراير 2025. لا تزال USDT تهيمن، حيث تمتلك أكثر من 60% من حصة السوق، ولكن هناك منافسون - بما في ذلك أولئك المدعومين من عمالقة المال مثل PayPal - يبرزون بسرعة.
"العملات المستقرة - تمثيل رمزي للعملات القانونية المتداولة على blockchain - لا شك أنها "تطبيق قاتل" للعملات المشفرة," ذكرت تقرير كتبته Castle Island Ventures برعاية VISA.
"نعتقد أن العملات المستقرة تمثل نوعًا من الابتكار في الدفع، حيث لديها القدرة على تزويد المزيد من الأشخاص في المزيد من الأماكن بخدمات دفع آمنة وموثوقة وسهلة"، كما قال كوي شيفيلد، المدير العالمي للعملات المشفرة في هذه الشركة الأمريكية الكبرى.
تشير التقارير إلى أنه: "على الرغم من أنها ظهرت في البداية كنوع من الضمانات الأصلية المشفرة ووسائل التسوية للتجار والبورصات، إلا أنها عبرت الفجوة وتم اعتمادها على نطاق واسع في الاقتصاد العام العالمي."
"استنادًا إلى الفروق بين نشاط العملات المستقرة ودورات سوق التشفير، من الواضح أن اعتماد العملات المستقرة قد تجاوز نطاق خدمة مستخدمي التشفير وحالات الاستخدام التجارية فقط."
حجم تداول العملات المشفرة الفورية وعناوين إرسال العملات المستقرة شهريًا. مصدر المعلومات: Castle Island Ventures.
تُعتبر العملات المستقرة وسيلة لتخزين القيمة، وأداة للتحوط من التضخم، وأداة للتجارة عبر الحدود، وقد اكتسبت جاذبية كبيرة في الأسواق الناشئة. وكشفت تقرير حديث من Chainalysis أن معدل اعتماد العملات المستقرة في مناطق مثل إفريقيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وآسيا يتجاوز بكثير معدل اعتماد البيتكوين، وفي بعض الحالات يشكلون ما يقرب من نصف جميع معاملات العملات المشفرة.
بالمقارنة، فإن معدل اعتماد العملات المستقرة في الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية هو الأدنى، على الرغم من أنها لا تزال تحتل حصة كبيرة.
حصة نشاط التداول الإقليمي: العملات المستقرة والبيتكوين. مصدر البيانات: Chainalysis.
قال محافظ البنك المركزي البرازيلي غابرييل غاليبودو (Gabriel Galipodo) إن استخدام العملات المستقرة قد زاد بشكل كبير في السنوات الأخيرة في أماكن مثل البرازيل. البرازيل هي قوة كبيرة في أمريكا اللاتينية، حيث يبلغ عدد سكانها 216 مليون نسمة، وناتجها المحلي الإجمالي 2.2 تريليون دولار أمريكي. وأشار هذا الاقتصادي في حدث بنك التسويات الدولية الذي أقيم في 6 فبراير في مكسيكو سيتي، إلى أن ما يصل إلى 90% من إجمالي تداول العملات المشفرة مرتبط بالعملات المستقرة.
"معظمها يتعلق بشراء الأشياء والتسوق من الخارج"، قال غاليبوللو، مشددًا على أن هذه الظاهرة الجديدة قد جلبت تحديات تنظيمية صارمة في مجال الضرائب.
لكن جوليان كولومبو ، الذي يقود الأعمال المحلية في منصة Bitso لتبادل العملات ، قال إن لا مكان في أمريكا اللاتينية يحظى بالاستقرار النقدي مثل الأرجنتين. في ظل التضخم المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد ، توفر هذه العملات الملاذ المالي المهم للمواطنين.
كولومبو قال: "في الأرجنتين، كما هو الحال في البلدان الأخرى ذات التضخم المرتفع، أصبحت العملات المستقرة حلاً لمشكلة واقعية وملحة جدًا.
"لا يثق الأرجنتينيون في العملة المحلية، ويفضلون الادخار بالدولار، لكن القيود المفروضة من الحكومة على العملات الأجنبية تجعل من الصعب الحصول على الدولار. وقد ملأت العملات الرقمية المستقرة هذه الفجوة، حيث توفر وسيلة لحفظ وتداول الدولار."
قال إن حوالي ثلثي العملات المشفرة التي تم شراؤها من خلال البورصة في الأرجنتين تتم باستخدام أصول مرتبطة بالدولار الأمريكي. على الرغم من أن المؤشرات المالية في الأرجنتين قد تحسنت تحت قيادة الحكومة المدفوعة بالسوق للرئيس المؤيد للعملات المشفرة خافيير ميلي (Javier Milei)، إلا أن معدل التضخم لا يزال مرتفعًا بنسبة 84.5٪.
على الرغم من أن البيانات الشهرية الأخيرة تشير إلى اتجاه هابط، إلا أن استعادة الثقة في العملة المحلية في بلد يعاني لفترة طويلة من تضخم ثلاثي الأرقام وارتفاع حاد في ضعف العملة يتطلب وقتًا، لضمان استمرار الطلب على العملات المستقرة المرتبطة بالدولار.
على نفس المنوال، فإن اعتماد الأصول الرقمية في فنزويلا له دلالة كبيرة، حيث تعاني البلاد من التضخم المستمر والعديد من الضوابط، مما يجعل الحصول على الدولار والعملات الأجنبية الأخرى أمراً معقداً للغاية. في الأسواق الناشئة مثل البرازيل أو المكسيك، حيث العملات أكثر استقراراً، يمكن أن تلعب هذه الأصول دوراً مختلفاً ولكنه بنفس القدر من الأهمية: تحقيق التحويلات السريعة وذات التكلفة المنخفضة، دون التقلبات التي تشهدها العملات المشفرة التقليدية.
تستخدم الشركات هذه لتسديد تكاليف الخدمات الدولية، وتوظيف الموظفين عن بُعد، وإرسال الأرباح، وتسهيل التحويلات، مما يجعل المعاملات عبر الحدود أكثر كفاءة وملاءمة.
"بالمقارنة مع الأصول المشفرة الأخرى، فإن العملات المستقرة تعد بالاستقرار،" قالت بنك التسويات الدولية في تقرير حول العملات المستقرة. "نظرًا لهذه الإمكانية، فإنها تدخل بشكل متزايد إلى النظام المالي السائد، وقد وضعت العديد من الولايات القضائية طرقًا تنظيمية لمصدري العملات المستقرة المرتبطة بعملة قانونية واحدة."
تدفع العملات المستقرة التحويلات إلى أمريكا الوسطى وأفريقيا
أحد أقوى حالات استخدام العملات المستقرة هو التحويلات المالية عبر الحدود، خاصة في أمريكا الوسطى وأفريقيا، حيث توفر هذه الأصول الرقمية بديلاً أرخص وأسرع لتدفق الأموال عبر الحدود. غالبًا ما يجد المهاجرون الذين يعملون في الولايات المتحدة أن العملات المستقرة هي أداة أكثر ملاءمة لإرسال الأموال إلى عائلاتهم في الوطن.
"لقد حصلت العملات المستقرة على بعض الاهتمام في المدفوعات المحلية والعابرة للحدود"، كما قال برساد، أستاذ سياسة التجارة في جامعة كورنيل الأمريكية، لموقع Cointelegraph. "لقد لعبت دورًا مفيدًا بشكل خاص في التغلب على الكفاءة المنخفضة والتكاليف العالية وأوقات المعالجة البطيئة للمعاملات العابرة للحدود من خلال قنوات الدفع التقليدية."
عند الإشارة إلى انتشار العملات المستقرة في خدمات التحويل، قال كولومبو: "قبل ظهور العملات المشفرة، كانت خدمات التحويل قد تفرض رسومًا تصل إلى 10% فقط لنقل الأموال من دولة إلى أخرى. باستخدام العملات المشفرة، قد يكون لديك بعض الأموال الإضافية لتحويلها إلى المكسيك، وقد تكون رسوم التحويل مجرد سنت واحد - ويمكن أن تصل الأموال في دقائق بدلاً من ساعات أو أيام."
تزايد حالات استخدام العملات المستقرة لأغراض غير العملات المشفرة
في تقرير برعاية فيزا، أجرى الباحثون دراسة على حوالي 500 مستخدم للعملات المشفرة في نيجيريا وإندونيسيا وتركيا والبرازيل والهند، بمجموع 2,541 بالغًا. على الرغم من أن الحصول على العملات المشفرة لا يزال هو الدافع الأكثر شيوعًا لاستخدامها، إلا أن الاستخدامات غير المتعلقة بالعملات المشفرة مثل الحصول على الدولار، وتوليد الأرباح، أو لأغراض التداول تحظى أيضًا بشعبية كبيرة.
نتائج استبيان العملات المستقرة. مصدر البيانات: Castle Island Ventures.
أظهرت الدراسات أن مستخدمي نيجيريا لديهم أعلى درجة من التوجه نحو العملات المستقرة مقارنة بالدول الأخرى التي تم استطلاع رأيها. نيجيريون يتداولون بالعملات المستقرة بشكل متكرر، ونسبة العملات المستقرة في محافظهم هي الأعلى، ويستخدمونها لأوسع نطاق من الاستخدامات غير المشفرة، كما أنهم يصرحون بأنهم الأكثر إلمامًا بالعملات المستقرة. توفير الدولارات هو أولويتهم الرئيسية.
قال زكارياس دوبالي، المؤسس المشارك لقمة التكنولوجيا المالية في إفريقيا، إن العملات المستقرة أصبحت "الكأس المقدسة" للتجارة عبر الحدود والتحويلات الدولية ونقل القيمة عبر القارة الإفريقية. ويعتقد أن هذه الأصول الرقمية يمكن أن توفر البنية التحتية المالية اللازمة لتعزيز التجارة العالمية.
ومع ذلك، فإن عملات الاستقرار ليست خالية من المخاطر. على الرغم من أن العملات المستقرة الأكثر استخدامًا تحافظ بشكل أساسي على الربط مع العملات القانونية القوية التي تهدف إلى عكسها، إلا أن السوق تتوسع بسرعة، حيث يوجد حاليًا المئات من الأصول الرقمية المتداولة. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الأصول تفتقر إلى الشفافية في دعم احتياطياتها، وقد تحدث حالات انفصال للعملات المستقرة، وفي بعض الحالات، حتى الانهيار.
ومع ذلك، تحت قيادة إدارة ترامب، شهدت الولايات المتحدة والأسواق الناشئة زخمًا قويًا في تطوير العملات المستقرة، وقد أثبتت أنها أدوات قوية لمساعدة المواطنين على التغلب على التحديات المتعلقة بالشمول المالي وضعف البنية التحتية.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
ثلاثة أسباب لتطور عملة مستقرة على مستوى العالم - هل ستقوم الولايات المتحدة بمحاكاتها؟
المؤلف: ديفيد فليبا، كوينتيليغراف؛ الترجمة: باي شواي، المالية الذهبية
على الرغم من أن إدارة ترامب وضعت الأساس الأولي لتنظيم صناعة التشفير الأمريكية (من المتوقع أن يضع "القيصر الجديد" في البيت الأبيض اتجاهًا خلال الأشهر القليلة المقبلة)، إلا أن هذه الأصول الرقمية قد ازدهرت بالفعل في الأسواق الناشئة.
تربط العملات المستقرة بالعملات القانونية، وأصبحت أداة مالية مهمة للعديد من الدول النامية، مما يعزز التحويلات التجارية والتجارة عبر الحدود، ويسد الفجوة في الشمول المالي، ويوفر تحوطًا ضد التضخم في البلدان التي غالبًا ما تكون فيها الخدمات المصرفية التقليدية غير كافية، حيث يكاد يكون من المستحيل على الملايين الحصول على خدمات مالية.
شهدت العملات المستقرة (المرتبطة بشكل رئيسي بالدولار الأمريكي) نموًا انفجاريًا في السنوات الأخيرة، حيث توسعت حالات استخدامها الفعلية بسرعة إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية وبعض دول آسيا النامية. على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال تبحث في كيفية تطبيق هذه التقنية خارج مجال التشفير، إلا أن الأسواق الناشئة قد أثبتت أهمية العملات المستقرة.
في هذه المناطق، ليست مجرد تجربة مالية، بل هي حل.
العملات المستقرة كأداة تحوط ضد التضخم في أمريكا الجنوبية
في الاقتصادات التي تعاني من التضخم مثل الأرجنتين وفنزويلا، توفر العملات المستقرة ملاذًا مرتبطًا بالدولار لتجنب تراجع قيمة العملة المحلية، خاصةً في ظل السيطرة الصارمة على قنوات تحويل العملات الأجنبية. في جميع أنحاء إفريقيا وأمريكا الوسطى، تعد وسيلة فعالة من حيث التكلفة للتحويلات المالية والدفع عبر الحدود، بينما في مناطق مثل إندونيسيا، يمكن أن توفر بديلاً أكثر سهولة في الوصول من الخدمات المصرفية التقليدية بالدولار، التي قد تتطلب شروطًا معقدة.
قال أستاذ سياسة التجارة في جامعة كورنيل، إسوار براساد، على الرغم من أن العملات المستقرة تستخدم بشكل أساسي في التمويل اللامركزي في الاقتصادات الأكثر ثراء وتطورًا، وتعمل كجسر بين الخدمات المصرفية التقليدية والتمويل اللامركزي، إلا أن دورها يكون أكثر جوهرية ولكنه لا غنى عنه في الأسواق الناشئة التي تعاني من بنية تحتية مالية محدودة.
"في الاقتصاديات ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث لا يتطور النظام المالي، يمكن أن تلعب دورًا مفيدًا من خلال توفير أنظمة دفع رقمية منخفضة التكلفة وسهلة الانتشار للمواطنين والشركات."
يُعتبر الدولار الأمريكي على نطاق واسع وسيلة لحفظ القيمة العالمية، بينما يُعتبر الحصول على الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية التي تدفع الأسواق الناشئة إلى اعتماد العملات المستقرة. مقارنةً بتقلبات العملات المشفرة المبكرة مثل البيتكوين، تهدف العملات المستقرة إلى تقديم الاستقرار، حيث ترتبط معظم العملات المستقرة بالدولار الأمريكي، ويمثل USDT Tether ما يقرب من 60% من الحصة في السوق العالمية، يليه أصول مدعومة بالدولار الأمريكي أخرى مثل USDC.
! Z4BsxtyMxUbe8QIchEQhyRE88sS4LVw8txd6yG3m.jpeg
عملة مستقرة مقدمة من الجهة المصدرة. مصدر المعلومات: Castle Island Ventures.
"توجد بعض المشكلات في العالم تحتاج إلى حل من خلال عملة مشفرة لا تتقلب أسعارها باستمرار"، قال جوليان كولومبو، المسؤول الكبير في بورصة العملات المشفرة المكسيكية Bitso، في مقابلة، حيث لدى Bitso مكاتب رسمية في الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا.
"تقدم العملات المستقرة وسيلة لجلب جميع فوائد العملات المشفرة إلى حالات الاستخدام في العالم الحقيقي - وليس فقط للاستفادة من إمكانيات الثراء من البيتكوين."
العملات المستقرة هي المهمة الرئيسية لترامب إمبراطور التشفير
مع تقديم أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين تشريعًا في 4 فبراير لإنشاء إطار تنظيمي، تتزايد الزخم في الولايات المتحدة حول العملات المستقرة. أكد ديفيد ساكس (David Sacks)، "إمبراطور" الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض، في حديثه الأول أمام الصناعة أن تنظيم العملات المستقرة هو الأولوية الحكومية، وأن المجموعة التي يقودها المستثمر المغامر السابق ستضع السياسات الرئيسية خلال الستة أشهر القادمة.
بغض النظر عن أي شيء، فإن نمو العملات المستقرة كان مذهلاً. وفقًا لبيانات DelfiLlama، فقد بلغت قيمتها السوقية مذهلة 100 مليار دولار فقط في العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع القيمة السوقية الإجمالية إلى 225 مليار دولار بحلول فبراير 2025. لا تزال USDT تهيمن، حيث تمتلك أكثر من 60% من حصة السوق، ولكن هناك منافسون - بما في ذلك أولئك المدعومين من عمالقة المال مثل PayPal - يبرزون بسرعة.
"العملات المستقرة - تمثيل رمزي للعملات القانونية المتداولة على blockchain - لا شك أنها "تطبيق قاتل" للعملات المشفرة," ذكرت تقرير كتبته Castle Island Ventures برعاية VISA.
"نعتقد أن العملات المستقرة تمثل نوعًا من الابتكار في الدفع، حيث لديها القدرة على تزويد المزيد من الأشخاص في المزيد من الأماكن بخدمات دفع آمنة وموثوقة وسهلة"، كما قال كوي شيفيلد، المدير العالمي للعملات المشفرة في هذه الشركة الأمريكية الكبرى.
تشير التقارير إلى أنه: "على الرغم من أنها ظهرت في البداية كنوع من الضمانات الأصلية المشفرة ووسائل التسوية للتجار والبورصات، إلا أنها عبرت الفجوة وتم اعتمادها على نطاق واسع في الاقتصاد العام العالمي."
"استنادًا إلى الفروق بين نشاط العملات المستقرة ودورات سوق التشفير، من الواضح أن اعتماد العملات المستقرة قد تجاوز نطاق خدمة مستخدمي التشفير وحالات الاستخدام التجارية فقط."
! uAkvnFfvw703sdjtDQTsAEzstlSotVuEtLSoAL13.jpeg
حجم تداول العملات المشفرة الفورية وعناوين إرسال العملات المستقرة شهريًا. مصدر المعلومات: Castle Island Ventures.
تُعتبر العملات المستقرة وسيلة لتخزين القيمة، وأداة للتحوط من التضخم، وأداة للتجارة عبر الحدود، وقد اكتسبت جاذبية كبيرة في الأسواق الناشئة. وكشفت تقرير حديث من Chainalysis أن معدل اعتماد العملات المستقرة في مناطق مثل إفريقيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية وآسيا يتجاوز بكثير معدل اعتماد البيتكوين، وفي بعض الحالات يشكلون ما يقرب من نصف جميع معاملات العملات المشفرة.
بالمقارنة، فإن معدل اعتماد العملات المستقرة في الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية هو الأدنى، على الرغم من أنها لا تزال تحتل حصة كبيرة.
! CnQgmjtvwu4djlizBV9bjFZhT4x5ykyg32iCqXRu.jpeg
حصة نشاط التداول الإقليمي: العملات المستقرة والبيتكوين. مصدر البيانات: Chainalysis.
قال محافظ البنك المركزي البرازيلي غابرييل غاليبودو (Gabriel Galipodo) إن استخدام العملات المستقرة قد زاد بشكل كبير في السنوات الأخيرة في أماكن مثل البرازيل. البرازيل هي قوة كبيرة في أمريكا اللاتينية، حيث يبلغ عدد سكانها 216 مليون نسمة، وناتجها المحلي الإجمالي 2.2 تريليون دولار أمريكي. وأشار هذا الاقتصادي في حدث بنك التسويات الدولية الذي أقيم في 6 فبراير في مكسيكو سيتي، إلى أن ما يصل إلى 90% من إجمالي تداول العملات المشفرة مرتبط بالعملات المستقرة.
"معظمها يتعلق بشراء الأشياء والتسوق من الخارج"، قال غاليبوللو، مشددًا على أن هذه الظاهرة الجديدة قد جلبت تحديات تنظيمية صارمة في مجال الضرائب.
لكن جوليان كولومبو ، الذي يقود الأعمال المحلية في منصة Bitso لتبادل العملات ، قال إن لا مكان في أمريكا اللاتينية يحظى بالاستقرار النقدي مثل الأرجنتين. في ظل التضخم المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد ، توفر هذه العملات الملاذ المالي المهم للمواطنين.
كولومبو قال: "في الأرجنتين، كما هو الحال في البلدان الأخرى ذات التضخم المرتفع، أصبحت العملات المستقرة حلاً لمشكلة واقعية وملحة جدًا.
"لا يثق الأرجنتينيون في العملة المحلية، ويفضلون الادخار بالدولار، لكن القيود المفروضة من الحكومة على العملات الأجنبية تجعل من الصعب الحصول على الدولار. وقد ملأت العملات الرقمية المستقرة هذه الفجوة، حيث توفر وسيلة لحفظ وتداول الدولار."
قال إن حوالي ثلثي العملات المشفرة التي تم شراؤها من خلال البورصة في الأرجنتين تتم باستخدام أصول مرتبطة بالدولار الأمريكي. على الرغم من أن المؤشرات المالية في الأرجنتين قد تحسنت تحت قيادة الحكومة المدفوعة بالسوق للرئيس المؤيد للعملات المشفرة خافيير ميلي (Javier Milei)، إلا أن معدل التضخم لا يزال مرتفعًا بنسبة 84.5٪.
على الرغم من أن البيانات الشهرية الأخيرة تشير إلى اتجاه هابط، إلا أن استعادة الثقة في العملة المحلية في بلد يعاني لفترة طويلة من تضخم ثلاثي الأرقام وارتفاع حاد في ضعف العملة يتطلب وقتًا، لضمان استمرار الطلب على العملات المستقرة المرتبطة بالدولار.
على نفس المنوال، فإن اعتماد الأصول الرقمية في فنزويلا له دلالة كبيرة، حيث تعاني البلاد من التضخم المستمر والعديد من الضوابط، مما يجعل الحصول على الدولار والعملات الأجنبية الأخرى أمراً معقداً للغاية. في الأسواق الناشئة مثل البرازيل أو المكسيك، حيث العملات أكثر استقراراً، يمكن أن تلعب هذه الأصول دوراً مختلفاً ولكنه بنفس القدر من الأهمية: تحقيق التحويلات السريعة وذات التكلفة المنخفضة، دون التقلبات التي تشهدها العملات المشفرة التقليدية.
تستخدم الشركات هذه لتسديد تكاليف الخدمات الدولية، وتوظيف الموظفين عن بُعد، وإرسال الأرباح، وتسهيل التحويلات، مما يجعل المعاملات عبر الحدود أكثر كفاءة وملاءمة.
"بالمقارنة مع الأصول المشفرة الأخرى، فإن العملات المستقرة تعد بالاستقرار،" قالت بنك التسويات الدولية في تقرير حول العملات المستقرة. "نظرًا لهذه الإمكانية، فإنها تدخل بشكل متزايد إلى النظام المالي السائد، وقد وضعت العديد من الولايات القضائية طرقًا تنظيمية لمصدري العملات المستقرة المرتبطة بعملة قانونية واحدة."
تدفع العملات المستقرة التحويلات إلى أمريكا الوسطى وأفريقيا
أحد أقوى حالات استخدام العملات المستقرة هو التحويلات المالية عبر الحدود، خاصة في أمريكا الوسطى وأفريقيا، حيث توفر هذه الأصول الرقمية بديلاً أرخص وأسرع لتدفق الأموال عبر الحدود. غالبًا ما يجد المهاجرون الذين يعملون في الولايات المتحدة أن العملات المستقرة هي أداة أكثر ملاءمة لإرسال الأموال إلى عائلاتهم في الوطن.
"لقد حصلت العملات المستقرة على بعض الاهتمام في المدفوعات المحلية والعابرة للحدود"، كما قال برساد، أستاذ سياسة التجارة في جامعة كورنيل الأمريكية، لموقع Cointelegraph. "لقد لعبت دورًا مفيدًا بشكل خاص في التغلب على الكفاءة المنخفضة والتكاليف العالية وأوقات المعالجة البطيئة للمعاملات العابرة للحدود من خلال قنوات الدفع التقليدية."
عند الإشارة إلى انتشار العملات المستقرة في خدمات التحويل، قال كولومبو: "قبل ظهور العملات المشفرة، كانت خدمات التحويل قد تفرض رسومًا تصل إلى 10% فقط لنقل الأموال من دولة إلى أخرى. باستخدام العملات المشفرة، قد يكون لديك بعض الأموال الإضافية لتحويلها إلى المكسيك، وقد تكون رسوم التحويل مجرد سنت واحد - ويمكن أن تصل الأموال في دقائق بدلاً من ساعات أو أيام."
تزايد حالات استخدام العملات المستقرة لأغراض غير العملات المشفرة
في تقرير برعاية فيزا، أجرى الباحثون دراسة على حوالي 500 مستخدم للعملات المشفرة في نيجيريا وإندونيسيا وتركيا والبرازيل والهند، بمجموع 2,541 بالغًا. على الرغم من أن الحصول على العملات المشفرة لا يزال هو الدافع الأكثر شيوعًا لاستخدامها، إلا أن الاستخدامات غير المتعلقة بالعملات المشفرة مثل الحصول على الدولار، وتوليد الأرباح، أو لأغراض التداول تحظى أيضًا بشعبية كبيرة.
! Z4BsxtyMxUbe8QIchEQhyRE88sS4LVw8txd6yG3m.jpeg
نتائج استبيان العملات المستقرة. مصدر البيانات: Castle Island Ventures.
أظهرت الدراسات أن مستخدمي نيجيريا لديهم أعلى درجة من التوجه نحو العملات المستقرة مقارنة بالدول الأخرى التي تم استطلاع رأيها. نيجيريون يتداولون بالعملات المستقرة بشكل متكرر، ونسبة العملات المستقرة في محافظهم هي الأعلى، ويستخدمونها لأوسع نطاق من الاستخدامات غير المشفرة، كما أنهم يصرحون بأنهم الأكثر إلمامًا بالعملات المستقرة. توفير الدولارات هو أولويتهم الرئيسية.
قال زكارياس دوبالي، المؤسس المشارك لقمة التكنولوجيا المالية في إفريقيا، إن العملات المستقرة أصبحت "الكأس المقدسة" للتجارة عبر الحدود والتحويلات الدولية ونقل القيمة عبر القارة الإفريقية. ويعتقد أن هذه الأصول الرقمية يمكن أن توفر البنية التحتية المالية اللازمة لتعزيز التجارة العالمية.
ومع ذلك، فإن عملات الاستقرار ليست خالية من المخاطر. على الرغم من أن العملات المستقرة الأكثر استخدامًا تحافظ بشكل أساسي على الربط مع العملات القانونية القوية التي تهدف إلى عكسها، إلا أن السوق تتوسع بسرعة، حيث يوجد حاليًا المئات من الأصول الرقمية المتداولة. ومع ذلك، فإن العديد من هذه الأصول تفتقر إلى الشفافية في دعم احتياطياتها، وقد تحدث حالات انفصال للعملات المستقرة، وفي بعض الحالات، حتى الانهيار.
ومع ذلك، تحت قيادة إدارة ترامب، شهدت الولايات المتحدة والأسواق الناشئة زخمًا قويًا في تطوير العملات المستقرة، وقد أثبتت أنها أدوات قوية لمساعدة المواطنين على التغلب على التحديات المتعلقة بالشمول المالي وضعف البنية التحتية.