لا يزال الوضع الاقتصادي الكلي غير واضح، والعلاقات التجارية العالمية في حالة إعادة هيكلة. وقد زادت هذه الحالة من عدم اليقين من تقلبات السندات الحكومية الأمريكية وسوق الأسهم.
في ظل خلفية اقتصادية مليئة بالتحديات، حقق البيتكوين أكبر انخفاض له منذ بداية هذه الدورة. ومع ذلك، فإن الانخفاض لا يزال ضمن نطاق التصحيحات السابقة في الأسواق الصاعدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة الانخفاض في هذه الدورة لا تزال أقل بمقدار درجة من الأسواق الصاعدة السابقة، مما يبرز أن الطلب أكثر مرونة.
استمرت سيولة النظام البيئي للأصول الرقمية في الانكماش، مما ينعكس في انخفاض تدفقات رأس المال وتوقف نمو العملات المستقرة.
يتحمل المستثمرون ضغوطًا هائلة، وهم حاليًا يواجهون أكبر خسائر غير محققة على الإطلاق. ومع ذلك، تتركز هذه الخسائر في الغالب بين المشاركين الجدد في السوق، بينما لا يزال حاملو الأسهم على المدى الطويل بشكل عام في حالة ربح.
لا تزال عدم اليقين الكلي موجودة بشكل عام
مع محاولة إدارة ترامب لقلب وإعادة هيكلة العلاقات التجارية العالمية، تتزايد حالة عدم اليقين في الآفاق الاقتصادية الكلية. في الوقت الحالي، تعتبر السندات الأمريكية ضمانات ونقطة أساس للنظام المالي، ويتم اعتبار السندات الحكومية لعشر سنوات كمعدل فائدة خالي من المخاطر.
هدف رئيسي للحكومة هو خفض عوائد السندات الحكومية لمدة 10 سنوات، وقد حققت نتائج أولية في الأشهر القليلة الأولى من هذا العام، حيث انخفضت العوائد إلى 3.7% مع عمليات البيع الواسعة في السوق. ومع ذلك، فإن هذا الوضع كان مؤقتًا، حيث ارتفعت العوائد بعد ذلك إلى 4.5%، مما محا الانخفاض وأدى إلى تقلبات كبيرة في سوق السندات.
مصدر البيانات: FRED
يمكن قياس سلوك الفوضى في سوق السندات من خلال مؤشر MOVE. هذا المؤشر هو مقياس رئيسي لضغط سوق السندات وتقلباته، وهو مستمد من تقلبات الأسعار الضمنية لمدة 30 يومًا على خيارات مختلفة الأجل في سوق السندات الأمريكية.
وفقًا لهذا المؤشر، ارتفعت تقلبات سندات الخزانة الأمريكية بشكل كبير، مما يبرز عدم اليقين الشديد والمشاعر المتوترة بين المستثمرين في سوق السندات.
مصدر البيانات: Tradingview
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مؤشر تقلبات السوق (VIX) لقياس درجة الاضطراب في سوق الأسهم الأمريكية، حيث يقيس هذا المؤشر توقعات السوق لتقلبات الأسهم الأمريكية لمدة 30 يومًا. كما أن تقلبات سوق السندات تظهر بشكل ملحوظ في سوق الأسهم، حيث أن قيمة تقلبات VIX الحالية تشبه قيم التقلبات خلال أزمة كورونا في عام 2020، وأزمة المالية العالمية في عام 2008، وفترة فقاعة الإنترنت في عام 2001.
غالبًا ما يؤدي تقلب الضمانات الأساسية للنظام المالي إلى سحب رأس المال من المستثمرين، بالإضافة إلى تشديد حالة السيولة. نظرًا لأن البيتكوين والأصول الرقمية هي واحدة من الأدوات الأكثر حساسية للسيولة، فقد تأثرت أيضًا بالتقلبات وسحب الأصول ذات المخاطر.
مصدر البيانات: FRED
في هذه الفوضى، لا يزال أداء الأصول "الصلبة" مثيرًا للإعجاب. مع تدفق المستثمرين نحو الذهب، وهو أصل ملاذ تقليدي، استمر سعر الذهب في الارتفاع، ليصل إلى أعلى مستوى جديد عند 3300 دولار. تم بيع البيتكوين في البداية مع الأصول عالية المخاطر إلى 75000 دولار، لكنه استعاد جزءًا من خسائره، حيث ارتفعت الأسعار إلى 85000 دولار.
مع تكيّف العالم تدريجياً مع العلاقات التجارية المتغيرة، أصبحت الذهب والبيتكوين كأصول احتياطية محايدة عالمياً تكتسب المزيد من التركيز في السوق. يمكن القول إن أداء الذهب والبيتكوين الأسبوع الماضي نقل إشارة لافتة.
المصدر: Glassnode
تظل بيتكوين مرنة
على الرغم من أن البيتكوين لا يزال يتداول في منطقة 85,000 دولار، إلا أن تقلبات البيتكوين وعمق الانخفاض قد زاد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة. لقد سجلت هذه الأصول أكبر انخفاض منذ دورة 2023-25، حيث انخفضت بنسبة 33% عن أعلى سعر تاريخي لها.
لكن حجم التراجع هذا لا يزال ضمن نطاق التصحيحات السابقة في سوق الثور. في أحداث الاقتصاد الكلي مثل الأسبوع الماضي، عادة ما يتعرض البيتكوين لانخفاضات تتجاوز 50%، مما يبرز أن شعور المستثمرين المعاصرين تجاه البيتكوين لا يزال قوياً نسبياً في البيئات غير المواتية.
المصدر: Glassnode
لتقييم مرونة الدورة الحالية، يمكن تقييم متوسط الانخفاضات في الأسواق الصاعدة السابقة.
2011: -22%
2011-2013: -18%
2015-2018: -11%
2018-2021: -19%
2022 وما بعده: -7%
إن مقدار تراجع القيمة المتوسطة في الدورة الحالية أقل من جميع الحالات السابقة. منذ عام 2023، أصبح مقدار التراجع أقل، وأصبح بشكل أساسي أكثر قابلية للتحكم، مما يشير إلى أن حالة الطلب أكثر مرونة، وأن العديد من المستثمرين أكثر استعدادًا للاحتفاظ بمراكزهم خلال فترات تقلب السوق.
المصدر: Glassnode
تقلص السيولة المستمر
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقييم كيفية تأثير عدم اليقين الكلي على حالة سيولة البيتكوين.
أحد الطرق لقياس السيولة الداخلية للبيتكوين هو مؤشر القيمة السوقية المحققة، الذي يحسب إجمالي صافي التدفق المتراكم من الأصول الرقمية. تبلغ القيمة السوقية المحققة حالياً أعلى مستوى تاريخي لها وهو 872 مليار دولار، ومع ذلك، انخفض معدل نمو رأس المال إلى +0.9% شهرياً.
في ظل خلفية سوق مليئة بالتحديات، لا تزال رؤوس الأموال المتدفقة إلى هذا الأصل تحقق نمواً إيجابياً. بالنظر إلى أن سرعة تدفق رؤوس الأموال الجديدة إلى هذا الأصل تتباطأ، فهذا يشير إلى أن رغبة المستثمرين في تخصيص رأس المال على المدى القصير منخفضة، مما قد يشير إلى أن التحوط لا يزال هو الشعور السائد في الوقت الحالي.
المصدر: Glassnode
تمثل مؤشرات الربح والخسارة المحققة مكونًا من القيمة السوقية المحققة، مما يمكن من قياس فرق السعر بين سعر شراء الرموز وسعر بيعها على السلسلة.
تعتبر الرموز التي تتجاوز تكلفتها سعر الشراء أرباحًا محققة مقفلة.
تُعتبر الرموز التي تقل عن سعر شرائها خسائر محققة مغلقة
يمكن قياس الأرباح والخسائر المحققة بوحدات البيتكوين، مما يسمح بتوحيد جميع أحداث الربح والخسارة. بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين ذلك من خلال تعديل التقلبات (تقلبات محققة لمدة 7 أيام)، مما يساعد في تفسير ظاهرة العائدات ومعدلات النمو المتناقصة لبيتكوين على مدار 16 عامًا من تاريخها.
حالياً، نشاط الربح والخسارة متوازن نسبياً، ومعدل تدفق رأس المال محايد نسبياً، مما يعكس تشبع نشاط المستثمرين ضمن نطاق الأسعار الحالي.
المصدر: Glassnode
من خلال حساب الفرق بين الأرباح والخسائر المحققة، يمكن استنتاج مؤشر صافي الأرباح والخسائر المحققة. يقيس هذا المؤشر الاتجاه السائد لتدفق القيمة داخل/خارج الشبكة.
باستخدام مؤشر صافي الأرباح والخسائر المعدل حسب التقلبات، يمكن مقارنته بالوسيط المتراكم لتمييز بين نمطين من السوق.
الأسعار التي تستمر في الارتفاع فوق المتوسط عادة ما تشير إلى سوق صاعدة وتدفق صافي من رأس المال.
الاستمرار في الانخفاض دون الوسيط التراكمي عادة ما يُعتبر سوقًا هابطة، حيث ستشهد البيتكوين تدفقًا صافياً لرأس المال.
السوق عادة ما يدفع المستثمرين إلى حافة أكبر ألم، وغالبًا ما يصل إلى ذروته عند نقاط التحول في دورات الثور والدب. يمكن ملاحظة كيف تتأرجح الأرباح والخسائر الصافية المحققة بعد تعديل التقلبات حول وساطتها طويلة الأجل، مما يعمل كأداة للعودة إلى المتوسط.
لقد عاد هذا المؤشر الآن إلى القيمة المتوسطة المحايدة، مما يشير إلى أن سوق البيتكوين في نقطة قرار رئيسية الآن، ويحدد الحدود للثيران لإعادة بناء مستويات الدعم في نطاق الأسعار الحالي.
المصدر: جلاس نود
أصبحت العملات المستقرة فئة الأصول الأساسية في نظام الأصول الرقمية، حيث تعمل كأصول تسعير في DEX و CEX. يوفر تقييم السيولة من منظور العملات المستقرة بُعدًا جديدًا للتحليل، مما يساعد على فهم أكثر شمولاً لحالة سيولة الأصول الرقمية.
تظل كمية العرض من العملات المستقرة في نمو إيجابي، ولكنها تباطأت في الأسابيع القليلة الماضية. وهذا يؤكد أكثر على أن السيولة في الأصول الرقمية الأوسع نطاقًا تتقلص، كما يتجلى في ضعف الطلب على الدولار الرقمي.
المصدر: Glassnode
مراجعة ضغط المستثمرين
في ظل التقلبات المستمرة في السوق، من الضروري تقييم حجم الخسائر غير المحققة التي يحملها مستثمرو البيتكوين في الوقت الحالي.
عند قياس الخسائر غير المحققة التي يحتفظ بها السوق، لوحظ أنه خلال فترة انخفاض السوق إلى 75,000 دولار، وصلت الخسائر غير المحققة إلى أعلى مستوى لها عند 410 مليار دولار. عند النظر إلى تكوين الخسائر غير المحققة، يمكن رؤية أن معظم المستثمرين يحتفظون بتراجع يصل إلى -23.6٪.
بالمقارنة مع عمليات البيع في مايو 2021 والسوق الهابطة في 2022، كان إجمالي حجم الخسائر غير المحققة أكبر. ومع ذلك، من منظور المستثمرين الأفراد، شهد السوق تراجعات أكثر حدة، بلغت -61.8% و -78.6% على التوالي.
على الرغم من أن إجمالي الخسائر لم يتحقق بعد (مع الأخذ في الاعتبار أن البيتكوين هو الآن أصل ذو قيمة أكبر)، إلا أن التحديات التي يواجهها المستثمرون الأفراد أصغر مقارنة بالأسواق الهابطة السابقة.
المصدر: جلاس نود
على الرغم من أن الخسائر غير المحققة قد وصلت إلى أعلى مستوياتها التاريخية، إلا أن نسبة المراكز الربحية في المعروض المتداول لا تزال تصل إلى 75%. وهذا يشير إلى أن معظم المستثمرين الذين يعانون من خسائر قد اشتروا فقط بعد ظهور نمط القمة.
من المهم أن نلاحظ أن نسبة العرض الربحي تقترب من متوسطها على المدى الطويل. تاريخياً، كانت هذه منطقة حيوية يجب الدفاع عنها قبل أن تقع الغالبية العظمى من العملات المشفرة في الخسائر، وهي أيضًا عتبة رئيسية بين الأسواق الصاعدة والهابطة.
من الخصائص النموذجية للسوق الصاعدة أن إمدادات الأرباح تتجاوز متوسطها على المدى الطويل، وعادة ما يمكن العثور على مستويات الدعم طوال فترة السوق الصاعدة.
تاريخياً، كانت هناك فترات في السوق الهابطة حيث استمر السعر لفترة طويلة تحت المتوسطات طويلة الأجل، كما أن التراجعات المتكررة في السوق الهابطة تؤكد على انخفاض الربحية.
بالمثل لمؤشر صافي الأرباح والخسائر، إذا تمكنا من الاحتفاظ به، فسيساعد ذلك في التعافي من نطاق المتوسط على المدى الطويل.
المصدر: جلاس نود
مع استمرار انكماش السوق، من المتوقع أن تزداد الحجم المطلق للخسائر غير المحققة. لشرح هذه الظاهرة، ولتوحيد الانخفاضات المختلفة، تم تقديم مؤشر جديد هنا: الخسائر غير المحققة لكل نسبة مئوية من الانخفاض، والذي يمثل الخسارة بوحدات البيتكوين كنسبة مئوية من الانخفاض بالنسبة لأعلى نقطة تاريخية.
بعد تطبيق هذا المؤشر على مجموعة حاملي المدى القصير، تبين أنه بعد تعديل عمق التراجع، أصبحت خسائرهم غير المحققة كبيرة جداً، مماثلة لمستويات بداية السوق الهابطة السابقة.
المصدر: جلاس نود
على الرغم من ذلك، فإن الخسائر غير المحققة الحالية تتركز بشكل أساسي على المستثمرين الجدد، بينما لا يزال حاملو المدى الطويل في حالة ربح أحادي الجانب. ومع ذلك، فإن هناك فارقًا مهمًا يظهر: مع تحول كبار المشترين في الآونة الأخيرة تدريجيًا إلى حاملي المدى الطويل، قد يرتفع مستوى الخسائر غير المحققة في هذه المجموعة.
تاريخياً، غالباً ما تشير الزيادة الكبيرة في الخسائر غير المحققة للمستثمرين على المدى الطويل إلى تأكيد السوق الهابطة، على الرغم من أن هناك تأخيراً بعد بلوغ السوق ذروته. حتى الآن، لا يوجد دليل واضح على أن هذا النمط في مرحلة التحول.
المصدر: Glassnode
الملخص والاستنتاج
تظل آفاق الاقتصاد الكلي غير مؤكدة، حيث تزايدت التغيرات المستمرة في ديناميكيات التجارة العالمية من تقلبات كبيرة في سوق السندات والأسهم الأمريكية. من الجدير بالذكر أنه في هذه الفترة المليئة بالتحديات، كانت أداء البيتكوين والذهب قويًا بشكل خاص. قد تكون هذه علامة مثيرة للتفاؤل تشير إلى أن أساس النظام المالي يدخل فترة من التحول والتغيير.
على الرغم من مرونتها الملحوظة ، لم تكن Bitcoin محصنة ضد التقلبات المتزايدة في الأسواق العالمية ، حيث سجلت أكبر انخفاض لها منذ دورة 2023-2025. وقد أثر هذا بشكل كبير على المشاركين الجدد في السوق ، الذين يتحملون الآن نصيب الأسد من خسائر السوق. ومع ذلك ، من وجهة نظر المستثمر الفردي ، شهد السوق انخفاضات أكثر حدة في الدورات السابقة ، لا سيما خلال الأسواق الهابطة في مايو 2021 و 2022. وبالإضافة إلى ذلك، لا يتأثر المستثمرون المخضرمون والطويلو الأجل بالضغوط الاقتصادية المستمرة ويحققون أرباحا تكاد تكون من جانب واحد.
المقالات ذات الصلة: فيديليتي: هل وصلت البيتكوين إلى ذروتها في هذه الدورة؟
المحتوى هو للمرجعية فقط، وليس دعوة أو عرضًا. لا يتم تقديم أي مشورة استثمارية أو ضريبية أو قانونية. للمزيد من الإفصاحات حول المخاطر، يُرجى الاطلاع على إخلاء المسؤولية.
تقرير Glassnode داخل السلسلة الأسبوعي: لا يزال الوضع宏观 غير واضح، والخسائر غالبًا ما تكون للمستثمرين الجدد
المؤلف: Glassnode
ترجمة: فيليكس، PANews
النقاط الرئيسية
لا تزال عدم اليقين الكلي موجودة بشكل عام
مع محاولة إدارة ترامب لقلب وإعادة هيكلة العلاقات التجارية العالمية، تتزايد حالة عدم اليقين في الآفاق الاقتصادية الكلية. في الوقت الحالي، تعتبر السندات الأمريكية ضمانات ونقطة أساس للنظام المالي، ويتم اعتبار السندات الحكومية لعشر سنوات كمعدل فائدة خالي من المخاطر.
هدف رئيسي للحكومة هو خفض عوائد السندات الحكومية لمدة 10 سنوات، وقد حققت نتائج أولية في الأشهر القليلة الأولى من هذا العام، حيث انخفضت العوائد إلى 3.7% مع عمليات البيع الواسعة في السوق. ومع ذلك، فإن هذا الوضع كان مؤقتًا، حيث ارتفعت العوائد بعد ذلك إلى 4.5%، مما محا الانخفاض وأدى إلى تقلبات كبيرة في سوق السندات.
يمكن قياس سلوك الفوضى في سوق السندات من خلال مؤشر MOVE. هذا المؤشر هو مقياس رئيسي لضغط سوق السندات وتقلباته، وهو مستمد من تقلبات الأسعار الضمنية لمدة 30 يومًا على خيارات مختلفة الأجل في سوق السندات الأمريكية.
وفقًا لهذا المؤشر، ارتفعت تقلبات سندات الخزانة الأمريكية بشكل كبير، مما يبرز عدم اليقين الشديد والمشاعر المتوترة بين المستثمرين في سوق السندات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام مؤشر تقلبات السوق (VIX) لقياس درجة الاضطراب في سوق الأسهم الأمريكية، حيث يقيس هذا المؤشر توقعات السوق لتقلبات الأسهم الأمريكية لمدة 30 يومًا. كما أن تقلبات سوق السندات تظهر بشكل ملحوظ في سوق الأسهم، حيث أن قيمة تقلبات VIX الحالية تشبه قيم التقلبات خلال أزمة كورونا في عام 2020، وأزمة المالية العالمية في عام 2008، وفترة فقاعة الإنترنت في عام 2001.
غالبًا ما يؤدي تقلب الضمانات الأساسية للنظام المالي إلى سحب رأس المال من المستثمرين، بالإضافة إلى تشديد حالة السيولة. نظرًا لأن البيتكوين والأصول الرقمية هي واحدة من الأدوات الأكثر حساسية للسيولة، فقد تأثرت أيضًا بالتقلبات وسحب الأصول ذات المخاطر.
في هذه الفوضى، لا يزال أداء الأصول "الصلبة" مثيرًا للإعجاب. مع تدفق المستثمرين نحو الذهب، وهو أصل ملاذ تقليدي، استمر سعر الذهب في الارتفاع، ليصل إلى أعلى مستوى جديد عند 3300 دولار. تم بيع البيتكوين في البداية مع الأصول عالية المخاطر إلى 75000 دولار، لكنه استعاد جزءًا من خسائره، حيث ارتفعت الأسعار إلى 85000 دولار.
مع تكيّف العالم تدريجياً مع العلاقات التجارية المتغيرة، أصبحت الذهب والبيتكوين كأصول احتياطية محايدة عالمياً تكتسب المزيد من التركيز في السوق. يمكن القول إن أداء الذهب والبيتكوين الأسبوع الماضي نقل إشارة لافتة.
تظل بيتكوين مرنة
على الرغم من أن البيتكوين لا يزال يتداول في منطقة 85,000 دولار، إلا أن تقلبات البيتكوين وعمق الانخفاض قد زاد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة. لقد سجلت هذه الأصول أكبر انخفاض منذ دورة 2023-25، حيث انخفضت بنسبة 33% عن أعلى سعر تاريخي لها.
لكن حجم التراجع هذا لا يزال ضمن نطاق التصحيحات السابقة في سوق الثور. في أحداث الاقتصاد الكلي مثل الأسبوع الماضي، عادة ما يتعرض البيتكوين لانخفاضات تتجاوز 50%، مما يبرز أن شعور المستثمرين المعاصرين تجاه البيتكوين لا يزال قوياً نسبياً في البيئات غير المواتية.
لتقييم مرونة الدورة الحالية، يمكن تقييم متوسط الانخفاضات في الأسواق الصاعدة السابقة.
إن مقدار تراجع القيمة المتوسطة في الدورة الحالية أقل من جميع الحالات السابقة. منذ عام 2023، أصبح مقدار التراجع أقل، وأصبح بشكل أساسي أكثر قابلية للتحكم، مما يشير إلى أن حالة الطلب أكثر مرونة، وأن العديد من المستثمرين أكثر استعدادًا للاحتفاظ بمراكزهم خلال فترات تقلب السوق.
تقلص السيولة المستمر
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقييم كيفية تأثير عدم اليقين الكلي على حالة سيولة البيتكوين.
أحد الطرق لقياس السيولة الداخلية للبيتكوين هو مؤشر القيمة السوقية المحققة، الذي يحسب إجمالي صافي التدفق المتراكم من الأصول الرقمية. تبلغ القيمة السوقية المحققة حالياً أعلى مستوى تاريخي لها وهو 872 مليار دولار، ومع ذلك، انخفض معدل نمو رأس المال إلى +0.9% شهرياً.
في ظل خلفية سوق مليئة بالتحديات، لا تزال رؤوس الأموال المتدفقة إلى هذا الأصل تحقق نمواً إيجابياً. بالنظر إلى أن سرعة تدفق رؤوس الأموال الجديدة إلى هذا الأصل تتباطأ، فهذا يشير إلى أن رغبة المستثمرين في تخصيص رأس المال على المدى القصير منخفضة، مما قد يشير إلى أن التحوط لا يزال هو الشعور السائد في الوقت الحالي.
تمثل مؤشرات الربح والخسارة المحققة مكونًا من القيمة السوقية المحققة، مما يمكن من قياس فرق السعر بين سعر شراء الرموز وسعر بيعها على السلسلة.
يمكن قياس الأرباح والخسائر المحققة بوحدات البيتكوين، مما يسمح بتوحيد جميع أحداث الربح والخسارة. بالإضافة إلى ذلك، تم تحسين ذلك من خلال تعديل التقلبات (تقلبات محققة لمدة 7 أيام)، مما يساعد في تفسير ظاهرة العائدات ومعدلات النمو المتناقصة لبيتكوين على مدار 16 عامًا من تاريخها.
حالياً، نشاط الربح والخسارة متوازن نسبياً، ومعدل تدفق رأس المال محايد نسبياً، مما يعكس تشبع نشاط المستثمرين ضمن نطاق الأسعار الحالي.
من خلال حساب الفرق بين الأرباح والخسائر المحققة، يمكن استنتاج مؤشر صافي الأرباح والخسائر المحققة. يقيس هذا المؤشر الاتجاه السائد لتدفق القيمة داخل/خارج الشبكة.
باستخدام مؤشر صافي الأرباح والخسائر المعدل حسب التقلبات، يمكن مقارنته بالوسيط المتراكم لتمييز بين نمطين من السوق.
السوق عادة ما يدفع المستثمرين إلى حافة أكبر ألم، وغالبًا ما يصل إلى ذروته عند نقاط التحول في دورات الثور والدب. يمكن ملاحظة كيف تتأرجح الأرباح والخسائر الصافية المحققة بعد تعديل التقلبات حول وساطتها طويلة الأجل، مما يعمل كأداة للعودة إلى المتوسط.
لقد عاد هذا المؤشر الآن إلى القيمة المتوسطة المحايدة، مما يشير إلى أن سوق البيتكوين في نقطة قرار رئيسية الآن، ويحدد الحدود للثيران لإعادة بناء مستويات الدعم في نطاق الأسعار الحالي.
أصبحت العملات المستقرة فئة الأصول الأساسية في نظام الأصول الرقمية، حيث تعمل كأصول تسعير في DEX و CEX. يوفر تقييم السيولة من منظور العملات المستقرة بُعدًا جديدًا للتحليل، مما يساعد على فهم أكثر شمولاً لحالة سيولة الأصول الرقمية.
تظل كمية العرض من العملات المستقرة في نمو إيجابي، ولكنها تباطأت في الأسابيع القليلة الماضية. وهذا يؤكد أكثر على أن السيولة في الأصول الرقمية الأوسع نطاقًا تتقلص، كما يتجلى في ضعف الطلب على الدولار الرقمي.
مراجعة ضغط المستثمرين
في ظل التقلبات المستمرة في السوق، من الضروري تقييم حجم الخسائر غير المحققة التي يحملها مستثمرو البيتكوين في الوقت الحالي.
عند قياس الخسائر غير المحققة التي يحتفظ بها السوق، لوحظ أنه خلال فترة انخفاض السوق إلى 75,000 دولار، وصلت الخسائر غير المحققة إلى أعلى مستوى لها عند 410 مليار دولار. عند النظر إلى تكوين الخسائر غير المحققة، يمكن رؤية أن معظم المستثمرين يحتفظون بتراجع يصل إلى -23.6٪.
بالمقارنة مع عمليات البيع في مايو 2021 والسوق الهابطة في 2022، كان إجمالي حجم الخسائر غير المحققة أكبر. ومع ذلك، من منظور المستثمرين الأفراد، شهد السوق تراجعات أكثر حدة، بلغت -61.8% و -78.6% على التوالي.
على الرغم من أن إجمالي الخسائر لم يتحقق بعد (مع الأخذ في الاعتبار أن البيتكوين هو الآن أصل ذو قيمة أكبر)، إلا أن التحديات التي يواجهها المستثمرون الأفراد أصغر مقارنة بالأسواق الهابطة السابقة.
على الرغم من أن الخسائر غير المحققة قد وصلت إلى أعلى مستوياتها التاريخية، إلا أن نسبة المراكز الربحية في المعروض المتداول لا تزال تصل إلى 75%. وهذا يشير إلى أن معظم المستثمرين الذين يعانون من خسائر قد اشتروا فقط بعد ظهور نمط القمة.
من المهم أن نلاحظ أن نسبة العرض الربحي تقترب من متوسطها على المدى الطويل. تاريخياً، كانت هذه منطقة حيوية يجب الدفاع عنها قبل أن تقع الغالبية العظمى من العملات المشفرة في الخسائر، وهي أيضًا عتبة رئيسية بين الأسواق الصاعدة والهابطة.
بالمثل لمؤشر صافي الأرباح والخسائر، إذا تمكنا من الاحتفاظ به، فسيساعد ذلك في التعافي من نطاق المتوسط على المدى الطويل.
مع استمرار انكماش السوق، من المتوقع أن تزداد الحجم المطلق للخسائر غير المحققة. لشرح هذه الظاهرة، ولتوحيد الانخفاضات المختلفة، تم تقديم مؤشر جديد هنا: الخسائر غير المحققة لكل نسبة مئوية من الانخفاض، والذي يمثل الخسارة بوحدات البيتكوين كنسبة مئوية من الانخفاض بالنسبة لأعلى نقطة تاريخية.
بعد تطبيق هذا المؤشر على مجموعة حاملي المدى القصير، تبين أنه بعد تعديل عمق التراجع، أصبحت خسائرهم غير المحققة كبيرة جداً، مماثلة لمستويات بداية السوق الهابطة السابقة.
على الرغم من ذلك، فإن الخسائر غير المحققة الحالية تتركز بشكل أساسي على المستثمرين الجدد، بينما لا يزال حاملو المدى الطويل في حالة ربح أحادي الجانب. ومع ذلك، فإن هناك فارقًا مهمًا يظهر: مع تحول كبار المشترين في الآونة الأخيرة تدريجيًا إلى حاملي المدى الطويل، قد يرتفع مستوى الخسائر غير المحققة في هذه المجموعة.
تاريخياً، غالباً ما تشير الزيادة الكبيرة في الخسائر غير المحققة للمستثمرين على المدى الطويل إلى تأكيد السوق الهابطة، على الرغم من أن هناك تأخيراً بعد بلوغ السوق ذروته. حتى الآن، لا يوجد دليل واضح على أن هذا النمط في مرحلة التحول.
الملخص والاستنتاج
تظل آفاق الاقتصاد الكلي غير مؤكدة، حيث تزايدت التغيرات المستمرة في ديناميكيات التجارة العالمية من تقلبات كبيرة في سوق السندات والأسهم الأمريكية. من الجدير بالذكر أنه في هذه الفترة المليئة بالتحديات، كانت أداء البيتكوين والذهب قويًا بشكل خاص. قد تكون هذه علامة مثيرة للتفاؤل تشير إلى أن أساس النظام المالي يدخل فترة من التحول والتغيير.
على الرغم من مرونتها الملحوظة ، لم تكن Bitcoin محصنة ضد التقلبات المتزايدة في الأسواق العالمية ، حيث سجلت أكبر انخفاض لها منذ دورة 2023-2025. وقد أثر هذا بشكل كبير على المشاركين الجدد في السوق ، الذين يتحملون الآن نصيب الأسد من خسائر السوق. ومع ذلك ، من وجهة نظر المستثمر الفردي ، شهد السوق انخفاضات أكثر حدة في الدورات السابقة ، لا سيما خلال الأسواق الهابطة في مايو 2021 و 2022. وبالإضافة إلى ذلك، لا يتأثر المستثمرون المخضرمون والطويلو الأجل بالضغوط الاقتصادية المستمرة ويحققون أرباحا تكاد تكون من جانب واحد.
المقالات ذات الصلة: فيديليتي: هل وصلت البيتكوين إلى ذروتها في هذه الدورة؟